ثانيا: لا يجوز الاعتماد في تفسير الرؤيا على الكتب.
وفي “حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب: فلا يجوز له تعبيرها بمجرد النظر في كتاب التفسير، كما يقع الآن، فهو حرام؛ لأنها تختلف باختلاف الأشخاص، والأحوال، والأزمان، وأوصاف الرائين ….
ثالثا: الرؤى والأحلام لا يُعوّل عليها في معرفة المستقبل، خاصة الأمور الغيبية، والفِتَن الكبار، وإنما يُستأنس بالرؤى، لقوله عليه الصلاة والسلام: لم يَبْقَ من النبوة إلاَّ الْمُبَشِّرَات . قالوا : وما المبشِّرات ؟ قال : الرؤيا الصالحة. رواه البخاري.
ولا يُمكن الاعتماد على الرؤى فيما يتعلّق بالأمور والفِتن الكبار ، فإن المعبر قد يُصيب وقد يُخْطئ التأويل ، فإن أفضل هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم أخطأ في بعض تعبيره.
فقد أوّل أبو بكر رضي الله عنه رُؤيا بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال للنبي عليه الصلاة والسلام : فَأَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ أَصَبْتُ أَمْ أَخْطَأْتُ ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَصَبْتَ بَعْضًا ، وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا . رواه البخاري ومسلم .
ولا يُمكن التنبوء بعلامات الساعة الكبرى بِمُجَرّد رؤى ؛ لأنه لا سبيل إلى القَطْع والْجَزْم بها .
قلت: ومفسري الأحلام قلة في التاريخ واليوم عددهم أكثر من رمل الصحراء وليتنا نجد من يفسر الواقع ونبحث عنه أكثر ممن يفسر الأحلام لا تهوينا لهذا العلم الشريف لكن لكثرة الشطط والمبالغة والخرافة باسمه والاستعداء