يعتقد النصارى أنَّ الكتاب المُقَدَّس هو الكتاب الإلهي الوحيد، ولكن المطالع لذلك الكتاب يتكشف العديد من الأمور التي تنفي صحة هذه النسبة، أعني القول بأنه كتاب إلهي وليس القول بأنه الكتاب الإلهي الوحيد فتلك مسألة أخرى!
فمن الأمور الملاحظة ما يتعلق بطبيعة الأخبار والتشريعات، ومنها ما يتعلق بجملة من التناقضات في الأصول والفروع، ومنها ما يتعلق بطبيعة النص والكتبة؛ ونحن سنتكلم عن هذا الأمر:
فهذه النصوص واضحة في أن لوقا قام بتتبع الأخبار المتداولة بتدقيق لتمييز الصحيح من الباطل لكي يعرف ثاوفيلس صحة الأخبار عن المسيح عليه الصلاة والسلام، وهذا يدل على أن هذا الكتاب عملًا بشريًا وليس وحيًا إلهيًا، فإن كان وحيًا فما الذي يدفعه إلى البحث والتدقيق؟!
فإن قيل: أن يوحنا مؤيد من الروح القدس لذلك لن يخطىء في البحث، وقوله أنه يتتبع كل شيء بتدقيق يزيدنا يقين بأن كلامه صحيح، فهو قد بحث بتدقيق مما يدل على قلة الأخطاء في العادة، وهو مؤيد من الروح القدس مما ينفي الخطأ جملة وتفصيلًا.
قلنا: هناك كلام لكاتب آخر من كُتَّاب الكتاب المقدس يدل كلامه على نفي هذا الاحتمال الذي تتمسكون به، وهو أيضًا يُعتبر كلامه وحيًا إلهيا كالأناجيل.
وهو كلام كاتب سفر الميكابيين الثاني كما في الإصحاح الخامس عشر حيث يقول:
فهذا الكاتب الذي يكتب الوحي الإلهي يعتذر للقراء ويبين لهم أن الخطأ والوهن التقصير الذي قد يلحق كلامه ليس راجعًا إلى سوء بحثه وإهمال عمله بل راجع لطبيعة البشر الضعيفة والقاصرة عن إدراك كل شيء!
والأهم من ذلك أنَّ من أمنياته عدم الوقوع في الخطأ أو التقصير !