هل تعلم: أول من شك في طهارة مريم عندما حملت بالمسيح؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد اتَّهمت الأمة الغضيبة مريم عليها السلام بالزنى تكذيبًا وطعنًا بالمسيح عليه الصلاة والسلام كما هو واضح في كتاباتهم وفي الكتاب المقدس، بينما في الإسلام فقد برأها الله -كما في سورة مريم- بأن جعل المسيح وهو في المهد صبيًا ينطق أمام اليهود ويعلن نبوته آية على طهارتها عليها السلام.

 

ولكن حسب الرواية الكتابية، من أوَّل من شكَّ في مريم؟

هل هم اليهود؟؟

كلا من ؟

إنَّه خطيبها يوسف!

نعم إنَّه يوسف خطيب مريم حيث إراد طلاقها سرًا لأنه كان رجلًا بارًا فلم يرد أن يشهر بها!

لنقرأ ما سَطَّره كاتب إنجيل متَّى حسب ترجمة الفانديك

(Mt-1-18) اما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا.لما كانت مريم امه مخطوبة ليوسف قبل ان يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس.

(Mt-1-19) فيوسف رجلها اذ كان بارا ولم يشأ ان يشهرها اراد تخليتها سرّا.

(Mt-1-20) ولكن فيما هو متفكر في هذه الامور اذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا يا يوسف ابن داود لا تخف ان تأخذ مريم امرأتك . لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس.

(Mt-1-21) فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع لانه يخلّص شعبه من خطاياهم.

ولشرح هذه الكلمات الغامضة نسوق الترجمة الكاثوليكية

(Mt-1-18) أما أصل يسوع المسيح فكان أن مريم أمه، لما كانت مخطوبة ليوسف، وجدت قبل أن يتساكنا حاملا من الروح القدس.

(Mt-1-19) وكان يوسف زوجها بارا، فلم يرد أن يشهر أمرها، فعزم على أن يطلقها سرا.

(Mt-1-20) وما نوى ذلك حتى تراءى له ملاك الرب في الحلم وقال له: –يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تأتي بامرأتك مريم إلى بيتك. فإن الذي كون فيها هو من الروح القدس

(Mt-1-21) وستلد ابنا فسمه يسوع، لأنه هو الذي يخلص شعبه من خطاياهم –.

إذا فأول ما تمَّ الأمر بنزول الروح القدس وحمل مريم, شك يوسف في أمرها ولكن نزاهته منعته من الوشاية بها، بينما خلقه النبيل لم يسمح له بالبقاء معها!

يقول القس أنطونيوس فكري في تفسيره للنص عدد 19: ظهرت علامات الحمل على العذراء فكان أمام يوسف أحد اختيارين:

1) أن يحاكمها أمام الشيوخ فترجم حسب الشريعة.

2) يطلقها أمام شهود بدون علة حتى لا يشهرها (تث1:24) وهذا ما أنتواه يوسف. وهو كان يجب عليه أن يتخذ أي قرار من الاثنين، فالساكت على الخطية كأنه قد اشترك فيها. وهو فضل استخدام الرحمة عن العدل.

قلت: يوسف ظهر له الملاك وأوضح له الحقيقة، ولكن الشعب اليهودي من يوضح له الحقيقة؟ هل يؤمنون بوجود الروح القدس؟ هل اتهموها بالزنى؟ لماذا لم يرجموا مريم؟ المسيح وهو صغير لا أحد يعلم أنَّه إنسان مختلف عن بقية البشر، في هذه الفترة حتَّى أعلن عن ذاته، لماذا لم يتم محاكمة مريم؟ يوسف أراد تطليقها سرًا، حسنًا … ما زالت مريم حامل! لماذا لم يرجمها اليهود؟ هذا الأمر يحتاج لمعجزة يحفظ الله بها مريم من تطبيق الشريعة!

لذلك قال القس فيما بعد:لم يكن من الممكن أن يصدق إنسان قصة الميلاد العذراوي إن لم يكن بظهور ملائكي مثل هذا.

جاء في الجدال بين المسيح واليهود كما في يوحنا:

(Jn-8-41) انتم تعملون اعمال ابيكم.فقالوا له اننا لم نولد من زنا.لنا اب واحد وهو الله.

فهنا المسيح يقول لليهود أنتم تعملون أعمال أبيكم إبليس لأنكم في الحقيقة أتباعه, فردُّوا عليه: من يقول هذا؟ أنت؟ نحن أصلا لا نعرف من هو أبوك فأنت ابن زنى أما نحن فلنا آب واحد وهو الله.

يقول القس تادرس يعقوب ملطي في تفسير هذا النص: إذ قال المخلص أن الله هو أبوه (يو ٥: ١٨) ولم يعرف رجلاً بأنه أباه، فلذلك قالوا: “إننا لم نولد من زنا” لمقاومته، مضيفين: “لنا أب واحد وهو الله” (٤١). وكأنهم يقولون له: “إننا نحن الذين لنا أب واحد وهو الله وليس أنت يا من تدعي أنك وُلدت من بتول، فأنت وُلدت من زنا.

إذًا فاليهود اتهموا مريم بالزَّنى كما في هذا النص وفي المستفيض من مراجعهم, لماذا لم يتم رجم مريم؟ لا يستطيع اليهود والنصارى الإجابة على هذا السؤال!

قلت: هذا الاتهام عند معاصري المسيح ليس بشيء لأن الله كما ذكرنا قد أنطق المسيح في المهد براءة لأمَّه مريم الطاهرة، ولكن بعد رفع المسيح وتحريف الكتب نسبوا هذا الفعل لمريم لمزيد الطعن في المسيح بعد أن ظنُّوا أنهم صلبوه وما علموا أنَّه شُبِّه لهم.

 

اضغط للاشتراك في تطبيقنا على الفيس بوك لتصلك أجدد مواضييعنا برسالة خاصة