
بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمْ
قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [سورة البقرة: 186]
وقال عز وجل: أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ [سورة النمل: 62]
أما بعد: فقد ورد في الكتاب المقدس – عند النصارى – أن المسيح عليه الصلاة والسلام عند الصلب تضرع لله عزَّ وجل.
فمضى Hيضا ثانية وصلّى قائلا يا ابتاه ان لم يمكن ان تعبر عني هذه الكاس الا ان اشربها فلتكن مشيئتك [إنجيل متى: 26-42]
وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ألوي ألوي لما شبقتني.الذي تفسيره الهي الهي لماذا تركتني [إنجيل مرقص: 15- 34]
ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ايلي ايلي لما شبقتني اي الهي الهي لماذا تركتني [إنجيل متى: 27-46]
وعندما نسألهم: كيف يكون هو الله ويتضرع لله لكي ينجيه من الموت ويعبر عنه ذلك الكأس؟
يقول لنا النصارى: أنه قام بذلك لتعليمنا التضرع لله ودعاءه عند الشدائد
نقول: وهل الله عز وجل يعلمنا كيف أنه لا يستجيب من يدعوه وهو في أمس الحاجة إليه؟؟
خاصة ان المسيح مات وقال له لماذا تركتني! ثم كيف يكون المقام مقام تعليم والمسيح يجعل الأمر تحت مشيئة الله! إذا المقام ليس مقام تعليم.
فإن قالوا: إنَّ الله يستجيب لمن يشاء
نقول: ولكن المقام مقام تعليم كما قلتم , أي مقام وضع قاعدة ولا يصح التخيير في تقرير القواعد وإلا صارت القاعدة مضطربة
فقولكم انه يستجيب متى شاء دليل على أنَّ المسيح لم يكن يفعل ذلك ليعلمنا بل يفعله تضرعاً شخصيا لله عز وجل وبهذه الحالة نعم الله يستجيب لمن يشاء
فأنتم تحت امرين كِلاهُما مُر:
إما أن المسيح يعلمنا والله يعلمنا كيف نقنط من رحمته = وهذا دليل بطلان اُلوهيَّة الآب
أو أن المسيح كان يتضرع لله كأي شخص حصلت له شدة والله يستحيب لمن يشاء = وهذا دليل بطلان ألوهيَّة المسيح
وأخيرًا إليك هذه النصوص لتتفكر بها أيها الباحث المنصف !
جاء في سفر أيوب:
(Jb-19-1): فَأَجَابَ أَيُّوبُ وَقَالَ:
(Jb-19-6): فَاعْلَمُوا إِذًا أَنَّ اللهَ قَدْ عَوَّجَنِي، وَلَفَّ عَلَيَّ أُحْبُولَتَهُ.
(Jb-19-7): هَا إِنِّي أَصْرُخُ ظُلْمًا فَلاَ أُسْتَجَابُ. أَدْعُو وَلَيْسَ حُكْمٌ.
والحمد لله رب العالمين