الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
التفريغ: أن تسمع المادة العلمية (الصوتية/المرئية)، ثم تقوم بكتابة ما يقوله صاحبها بشكل شبه حرفي، أو بعبارة أخرى هو تحول المادة المسموعة أو المرئية إلى مكتوبة، أو المكتوبة (pdf) إلى مكتوبة (word).
وهناك عدَّة أسباب تجعل من عملية تفريغ المحاضرات أمرًا مهمًا:
أولًا: من ناحية أن الكثير من طلاب العلم لا يملكون باقة بستطيعون بها تحميل ملف صوتي سعته 50 MB، خصوصا لو كان سلسلة عبارة عن عشرة أشرطة، أما بالنسبة لمقاطع الفيديو فقد يصل الفيديو ل 300 MB.
ثانيًا: حجم الملف المُفَرَّغ أقل حجما من رسالة صوتية ذات ٣ دقائق حيث يصل إلى 0.5 MB فقط.
ثالثًا: الناص طباع منهم من يحب الاستماع ومنهم من يحب الفيديوهات والكثير من طلاب العلم يميلون للقراءة، خاصَّة المتعود على القراءة من كتب المتقدمين.
رابعًا: اللهجات قد تختلف من منطقة لأخرى، لذلك فقد يكون بالمادة الصوتية بعض العبارات غير المفهومة، وكذلك الاسماء فقد ينطقها الشيخ بسرعة فلا يستوعبها طالب العلم خاصَّة المبتدىء، ففي الكتابة تُكتب بالتشكيل فيحفظها ويفهمها لفظا وكتابة.
مثال ذلك: هناك كتاب اسمه الكامل وهو لابن عدي، كتبها المفرق: ل عدي ابن كامل!
خامسًا: الكثير من طلاب العلم يحصلون على موادهم عن طريق المكتبات منها مواقع كمكتبة المهتدين, ومنها ما له برنامج كالمكتبة الشاملة فيحملون البرنامج وينتظرون التحديث لاضافة الكتب تلقائيا، وهذه المكتبات قد تضيف التفريغ إليها فيحصل النفع المرجو.
سادسًا: قد يحتاج طالب العلم إلى المادة المفرغة للاقتباس والاستشهاد بها في حواراته وأبحاثه، وكذلك المُحاضِر نفسه قد يشاء إخراجها كتابًا فيما بعد.
سابعًا: في التفريغ يقرأ طالب العلم بأريحية أكبر, فالعبارة الغامضة يقف عندها ويتأملها ويتفحصها.
ثامنًا: التفريغ لا يُغني عن المسموع أو المشاهد وخاصة للمبتدىء في طلب العلم، ولا يخفاك ما للصوت من دلالة على المعنى المُراد وما للتعبيرات الجسدية من رسائل قد لا تصل بالكلمات.