
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد كنت في العمل أقرأُ القرآن والتفسير ثم تعبت قليلاً، فأخذت أتابع القراءة بعيني، ثم قُلت: يجب علي قراءة القرآن بتحريك شفتي لآخذ الثواب، فالنظر بالعين لا يُسمى قراءة إذ لا بد من تحريك الشفتين!
ثم قلت في نفسي كثيراً ما نقرأ الكتب والمواضيع بعيوننا ونقرأ الآيات بعيوننا فيضيع علينا الخير الكثير والأجر العظيم.
وقد سئل الإمام مالك رضي الله عنه وأرضاه[1]: عِنِ الَّذِي يَقْرَأُ فِي الصَّلَاةِ، لَا يُسْمِعُ أَحَدًا وَلَا نَفْسَهُ، وَلَا يُحَرِّكُ بِهِ لِسَانَاً. فَقَالَ: لَيٍسَتْ هَذِهِ قِرَاءَة، وَإِنَّمَا القِرَاءَةُ مَا حُرِّكَ بِهِ اللِّسَان.
فصلاة الإنسان تضيع إن لم يحرك لسانه بالقراءة!
وأجاب الإمام الكاساني رحمه الله في كتابه بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع[2] عن سؤال ورده عمن نظر بعينيه في الكتاب ولم يقرأ: الْقِرَاءَةُ لَا تَكُونُ إلَّا بِتَحْرِيكِ اللِّسَانِ بِالْحُرُوفِ وَلَمْ يُوجَدْ. أَلَا تَرَى أَنَّ الْمُصَلِّيَ الْقَادِرَ عَلَى الْقِرَاءَةِ إذَا لَمْ يُحَرِّكْ لِسَانَهُ بِالْحُرُوفِ لَا تَجُوزُ صَلَاتُهُ. وَكَذَا لَوْ حَلَفَ لَا يَقْرَأُ سُورَةً مِنْ الْقُرْآنِ فَنَظَرَ فِيهَا وَفَهِمَهَا وَلَمْ يُحَرِّكْ لِسَانَهُ لَمْ يَحْنَثْ.
وأنا لا أعلم إن كان هذا الخطأ عندي أنا فقط، لذلك أحببت مشاركتكم إياه ليعم انفع لقوله تعالى: فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ [الذاريات: 55] إذ الهدف من القراءة هو تزكية النفس بالعلم النافع.
قال رسول الله ﷺ[3]: مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللَّهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ.
وأنت تقرأ كتاب يقول قال رسول الله ﷺ، صلي على النبي بتحريك شفتيك لتأخذ أجر الصلاة على الحبيب والخليل.
وقد أخبر الصحابي الجليل أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه[4]: أن رسولَ اللهِ ﷺ جاء ذاتَ يومٍ والبِشْرُ يُعرَفُ في وجهِه، فقال : إنه جاءني جبريلُ عليه السلامُ، فقال: إن ربَّك يقولُ: أَمَا يُرْضِيكَ يا مُحَمَّدُ! أن لا يصليَ عليك أحدٌ من أمتِك إلا صليتُ عليه عَشْرًا، ولا يُسَلِّمَ عليك أحدٌ من أمتِك إلا سَلَّمْتُ عليه عَشْرًا؟!
فلا تضع الأجر والثواب، وطبعا هذا يعم جميع الأذكار والأدعية
بالمناسبة: هل طبقت ما قرأته على هذا الموضوع؟
1 البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل لمسائل المستخرجة: أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي (المتوفى: 520هـ)، حققه: د محمد حجي وآخرون، دار الغرب الإسلامي، بيروت – لبنان، الطبعة: الثانية، 1408 هـ – 1988 م، عدد الأجزاء: 20، جـ 1 صـ 491_492.
2 بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع: علاء الدين، أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني الحنفي (المتوفى: 587هـ)، دار الكتب العلمية، الطبعة: الثانية، 1406هـ – 1986م، عدد الأجزاء: 7 ، جـ 3 صـ 55.
3 عبد الله بن مسعود: صحيح الترمذي(2910)، قال الإمام الألباني: صحيح.
4 أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري: تخريج مشكاة المصابيح(888)، قال الإمام الألباني: صحيح
اضغط للاشتراك في تطبيقنا على الفيس بوك لتصلك أجدد مواضييعنا برسالة خاصة